fbpx

طلال ابو غزالة العالمية من الشركة الاولى في الملكية الفكرية عالميا الى انتاج أول كمبيوتر عربي Featured

 (English)

طلال ابو غزالة العالمية من الخدمات الى انتاج أول كمبيوتر عربي

في مقابلة حصرية مع مؤسس ورئيس المجموعة سعادة الاستاذ طلال أبوغزاله يحدثنا عن أول اختراع عربي في مجال المعلوماتية

 

في اطار المقابلات التي تجريها منصة رواد الأعمال العرب السويسريين مع الشخصيات الاقتصادية العربية والاجنبية المؤثرة، قمنا باجراء لقاء مع الدكتور طلال أبو غزالة مؤسس ورئيس طلال أبو غزالة العالمية.

في هذه المقابلة يسلط الدكتور طلال ابو غزالة الضوء على جهاز الحاسوب الجديد الذي تمكنت مجموعته من انتاجه بالكامل. وهو يستعرض اصول الخلاف القائم بين أمريكا والصين ...والرغبة في ايجاد نظام عالمي جديد والحد من النفوذ الصيني.

ثم ينتقل بنا الى التعريف بمبدأ عام من مباديء الملكية الفكرية بما يسمح لأي فرد أو دولة من استلهام افكارجديدة من خلال منتجات قائمة وتطويرها لتسجيل اختراع جديد، ومن هنا فقد حدثنا عن النهضة الاقتصادية الصينية وكيف تمكنت الصين من استخدام هذا المبدأ لتطوير التكنولوجيا الخاصة بها والتفوق على التقنية الامريكية.

وبخصوص العالم العربي، فقد اعتبر أنه لا وجود لاقتصاد عربي موحد ولا حتى سوق عربية مشتركة بالنظر الى التباينات بين الدول العربية وضعف التبادلات البينية فيما بينها، معربا عن أسفه من عدم الوصول الى التكامل الاقتصادي بين الدول العربية وعدم وجود دور فعال للعرب على المستوى الدولي.

كما قام الدكتور طلال ابو غزاله باطلاعنا على التوجهات الحالية الهامة للنمو الاقتصادي في ظل الثورة الصناعية الراهنة القائمة على التقنيات المعرفية...فالمعرفة هي الثروة الحقيقية....والانسان يشكل عمادها ومادتها الاساسية.

وبخصوص القطاعات الاقتصادية التي بحاجة للاستثمارات، قال بأنه لا حاجة لاضاعة الوقت في البحث عن الاستثمارات الاجنبية، وضرورة الاعتماد على الذات، معربا عن دعمه الكامل لريادة الأعمال والابداع، وختم بالقول أنه لا حدود لابداع العقل البشري، فأية فكرة ابداعية يتخيلها العقل يمكن أن تشكل نواة لاختراع ناجح وثروة هائلة.

 

شاهد الفيديو.

 

 طلال أبو غزالة هو المؤسس ورئيس طلال أبو غزالة العالمية، وهي مجموعة شركات عالمية تقدم الخدمات المهنية في مجالات المحاسبة والاستشارات الإدارية ونقل التكنولوجيا والتدريب والتعليم والملكية الفكرية والخدمات القانونية وتقنية المعلومات والتوظيف والترجمة والنشر والتوزيع. وبالإضافة إلى منحه لقب قائد المحاسبة العربية، تم الاعتراف بفضله في الترويج لأهمية الملكية الفكرية في المنطقة العربية.

كذلك يوجد له عدة مؤلفات حيث صدر له مؤخرا كتاب (العالم المعرفي المتوقد) (The Brave Knowledge World). يتحدث فيه عن عالم المعرفة في ظل الثورة الصناعية الرابعة ودور المعرفة في التنمية الاقتصادية.

ولد طلال أبو غزالة في يافا في فلسطين في 22 من أبريل عام 1938، ثم انتقل بعد النكبة الفلسطينية عام 1948 إلى قرية الغازية اللبنانية والتي تبعد ربع ساعة عن مدينة صيدا الساحلية. تلقّى تعليمه الابتدائي والثانوي في صيدا، ثم تابع تعليمه الجامعي في الجامعة الأمريكية في بيروت حيث حصل على منحة دراسية كاملة. عندما كان الدكتور طلال أبو غزالة لا يزال طالباً جامعياً، عمل كمعلم ومترجم. وحصل على أول عمل له بعد التخرج في شركة تدقيق حسابات. في عام 1969، قرر الدكتور طلال أبو غزالة لدى سماعه خطاباً حول الملكية الفكرية في مؤتمر تايم-وورنر في سان فرانسيسكو العمل في مجال حقوق الملكية الفكرية بالإضافة إلى المحاسبة.

قام في العام 1972 بإنشاء شركتين وهما شركة طلال أبو غزالة (تاغكو) وأبو غزالة للملكية الفكرية (أجيب)، حيث اختصت الأولى في مجال المحاسبة.... بينما اختصت الثانية في مجال الملكية الفكرية.... ومنذ ذلك الحين، أسس الدكتور طلال أبو غزالة ما مجموعه 140 شركة للخدمات المهنية المتخصصة في مجالات متنوعة مثل الإدارة والاستشارات والخدمات القانونية وتقنية المعلومات وغيرها الكثير.

نجح الدكتور طلال أبو غزالة على مر السنين في إنشاء شراكات وثيقة مع منظمات عالمية مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية وعين في العديد من المناصب العالمية.

 

كان لنا هذه المقابلة مع سعادة الدكتور طلال ابو غزالة

 مؤسس المنصة، الاستاذ أيمن أبو الخير مع سعادة الاستاذ طلال أبو غزالة في مقره الرئيسي في عمان - الأردن

 

المنصة: طلال ابو غزالة يعتبر من أبرز الشخصيات الاقتصادية في العالم العربي وهو رائد الملكية الفكرية على مستوى العالم، فيا حبذى لو تكرمت باعطائنا نبذة عن أهم انجازاتكم

د. طلال ابو غزالة: من حوالي عشرين سنة انتقلنا من المؤسسة الكبرى في الوطن العربي لنصبح عالميا. مثلا ذكرت الملكية الفكرية، نحن اكبر مؤسسة للملكية الفكرية في الدنيا. لذلك اسمنا تاغ غلوبال.. تاغ العالمية.. ولدينا ما يزيد عن 110 مكتب منتشرة في العالم. ونمارس نشاطات كلها مهنية تدقيق حسابات استشارات تدريب بناء قدرات، في كل المجالات المهنية.

وهذا الشهر بدأنا نشاط جديد وهو نشاط انتاج ادوات التقنية سواءا تابلتس او لابتوبس.

 

المنصة: في الواقع قرأت عن هذا في الاعلان اذا ممكن تعطونا توضيح عن الاجهزة المختلفة التي تنتجونها؟

د. طلال ابو غزالة: نحن نشعر ان منطقتنا بحاجة الى أن تدخل صناعة الكمبيوتر، لانه لا يوجد سبب يمنع أن يكون هذا الوطن العربي، وانا رايت خارطتك عن الوطن العربي واهتمامك بالوطن العربي، يستحق الوطن العربي ان يكون لديه صناعة كمبيوتر كما للدول الاخرى ...صرنا ندرس ونجرب... خلال فترة عدة سنوات الى أن انتجنا تابلت (tablet) والهدف منها بالاضافة الى أنها جهاز لكل الاستعمالات هي تصلح لأن تكون الحقيبة الدراسية (Smart school bag).

تكاليف المدارس عالية جدا على الدولة... ان تفتح مدرسة وما يعنيه ذلك من تكاليف من منشات واساتذة وطلبة وكتب وما يلزم من تجهيزات... في حين أنه يمكن توفير الكثير باستخدام دراسة بتقنية المعلومات ... دراسة ذكية معرفية. بالاضافة الى هذا الجهاز انجزنا جهازي لابتوب من تصميمنا وتصنيعنا، نحن لسنا منتجين مع مؤسسة تصنيع، نحن ننتج ونسوق، والبراند (العلامة التجارية) خاص بنا ولا يوجد معنا شريك وهي تاغ تك (طلال ابو غزالة للتقنية) ويتم انتاجها بشكل كامل من قبلنا، الفرق الوحيد أننا اردنا في البداية شيء يخفف التكلفة من خلال رسالتنا لنشر المعرفة في الوطن العربي وفي العالم بشكل عام، بالتالي بدانا من منطلق كيف نوفر جهاز رخيص أو منافس في السعر، ولكن بالنظر الى أن اسمنا هو طلال ابو غزالة العالمية، وللحفاظ على الجودة لم يكن باستطاعتنا تنزيل جهاز الى السوق بمستوى اقل من أي مستوى كمبيوتر في العالم، من هنا اصبحنا امام محددين: التكلفة التنافسية واعلى مواصفات عالمية للجودة...اي جهازين بمواصفات أعلى من الموجود في الدنيا.. وانا اتكلم عن المنتجين الرئيسيين في العالم...نحن لدينا تقنيات بمواصفات أعلى من كل الموجود في الدنيا...اما من حيث السعر.. فكون أن هذا المشروع الهدف منه خدمة المجتمع قامت مؤسسة طلال أبو غزالة (Talal Abu Ghazaleh Foundation) والتي هي الذراع لطلال ابو غزالة العالمية لاعمال خدمة المجتمع بتمويل هذا المشروع وبهدف أن يصبح سعره منافسا، وفي نفس الوقت.. واقول لا تصدقونني.. ولكن صدقوا الحقيقة وانظروا الى الجهاز وقوموا بفحصه، قارنوا سعره .. ونحن وضعنا في شعاراتنا (قارن ثم قرر)... قارن هذا الجهاز مع احسن الاجهزة في السوق اذا لم يكن أفضل منها..لا تشتريه.. وقارن سعره، اذا لم يكن أرخص منها ...لا تشتريه... فنحن انجزنا جهاز بأعلى المواصفات .. وبتقريبا نصف السعر... سوف نبدأ من منطقة معينة... وهي المنطقة العربية ..ولكن هدفنا ليست هذه المنطقة فحسب، كما أن ابو غزالة للملكية الفكرية ونشاطات أخرى كثيرة نحن نقود العالم من خلالها، لا ارى أية عقدة أو خجل بأن أقول أننا نريد أن نصبح من المنتجين الدوليين لتقنية المعلومات ...ادوات تقنية المعلومات.

 

المنصة: نشكركم على هذه المبادرة لانه فعلا. السؤال هو لماذا لا يدخل العالم العربي التصنيع التقني في مجال الكمبيوتر أو التلفونات أو التابلت؟.

د. طلال ابو غزالة: كل الدنيا الدول الغربية والشرقية تنتج هذه التقنيات، هل هو ممنوع على العرب وحدهم أن ينتجوا؟ هل هناك قرار صادر ينص على منع انتاج الاجهزة، واقول هذا الكلام، لان هذا هو اول انتاج عربي من القطاع الخاص.

المنصة: بخصوص المنافسة، سمعت المقارنة التي اجريتها بين السعر والنوعية، نتمنى أن نرى عرض حول مزايا الجهاز؟.

 

د. طلال ابو غزالة: نقول نحن الافضل نوعا ومواصفاتا، والاكثر تنافسية سعرا. لان اسمنا الدولي وسمعتنا كلها مرتبطة مع بعضها البعض... ونحن حريصين على انتاج جهاز بمواصفات عالية يعكس سمعتنا كواحدة من اكبر شركات المحاسبة في الدنيا وتدقيق الحسابات والاستشارات والترجمة، ونحن اكبر شركة ترجمة في العالم.. نحن اكبر شركة في تقديم برامج التدريب والتأهيل وبناء القدرات في العالم... ونحن اكبر شركة في مجال الملكية الفكرية...لذلك لا نستطيع انتاج منتج ليس على اعلى مستوى، فسمعتنا هي مسألة غاية في الاهمية... وكل نشاطاتنا تنضوي تحت اسم تاغ (Tag)، لذلك لا نستطيع الا أن نكون منتجين للجهاز الأفضل... بدعم من تاغ فاونديشن (Tag foundation) استطعنا أن نجعل هذه التكلفة الارخص.

 

المنصة: نشكرك جزيل الشكر عن هذه المقدمة عن الاختراع والانتاج العربي في مجال اجهزة الكمبيوتر والتابلت لاول مرة من انتاج شركة أبو غزالة...يقال أن شركة ابو غزالة اكبر شركة في العالم...فهل هي اكبر شركة في الملكية الفكرية أم المحاسبة؟

د. طلال ابو غزالة: هي اكبر شركة في الملكية الفكرية على الاطلاق، في مجال المحاسبة، هناك ما يسمى فورم اوف فيرمز (Forum of Firms) تحت مظلة الاتحاد الدولي للمحاسبين القانونيين ifac (www.ifac.org) في نيويورك، هذا الاتحاد اسس ملتقى (Forum of Accounting Firms) ويختصر ب (FOF) وهو يحتوي على عشرين شركة هي ما يسمى لدى اهل المهنة بـ ج20 وشركتنا تعتبر عضوا فيها، ونحن الوحيدون من المنطقة.

هذا المنتدى (فورم اوف فيرمز) يضم الشركات العالمية التي تلتزم بتطبيق معايير ومباديء المحاسبة الدولية... سواءا كمعايير او مبادي الشفافية... التركيز هو على الالتزام بالمباديء والشفافية... من ينطبق عليه هذه الشروط ينضم الى هذا المنتدى... ونحن عضو فيه منذ تأسيسه وحتى الان.

 

المنصة: بخصوص مسيرتك الشخصية، ما هي اصعب اللحظات التي واجهتها؟

د. طلال ابو غزالة: بالنسبة لي أصعب اللحظات هي احلى اللحظات...انا اؤمن بأن المشاكل هي التي تصنع النجاح، وان المعاناة نعمة، وعندما يأتوني زملائي يقولون لدينا مشكلة، اقول الحمد لله على ذلك، فيقولون ايها المدير لدينا مشكلة، اقول اسمعك تماما، المشكلة تعني أن هناك حل، يعني أن هناك نجاحا، عندما يكون لديك مشكلة وتستطيع أن تجد لها الحلول وتنتصر عليها. هذه فرصة، فالمشكلة هي فرصة وليست هي مشكلة فقط.

كما اتكلم عن الاقتصاد العالمي الان. وانا اصدرت تقرير كامل يمكن أن ازودك به، عن الازمة العالمية القادمة. والتقرير يشرح كيفية وماهية هذه الازمة التي ستنتهي، وانا اتوقع أن يحصل هذا العام القادم 2020، ستنتهي بما يسمى (stagflation) (الرُّكود التضخُّميّ) أي كساد وغلاء اسعار في نفس الوقت. وهذه وصفة مميتة وسيئة جدا. أن يكون كساد مع ارتفاع في الاسعار. بالتالي انا ازعم وانا لست ابتدع هذا الامر ولا احلم، فأنا ادرس واحلل الظواهر، مراكز الدراسات في العالم وبالذات في امريكا تقول ان هذه الازمة ستفرض على امريكا أن تدخل في حرب. والحرب هذه ليست مع ايران، وجود ايران في المعادلة لأنها تأتي كمزود للصين بالنفط فقط. المشكلة في اجتهادي الشخصي، من حيث منع ايران من تصدير النفط هو ليس بسبب السلاح النووي، فنحن نعرف أن هناك العديد من الدول في العالم لديها السلاح النووي، المشكلة ليست مشكلة قنبلة ذرية أو نووية، المشكلة هي أن امريكا تريد ان تضع حدا لصعود الصين تقنيا واقتصاديا. وهذا حقها، لو كنت انا امريكا، لا يمكن أن أسمح لدولة ما أن تتفوق علي. تعالي يا صين لنجلس سويا، وهذا ليس رأيي ولكني ألخص ما تقوله مراكز الابحاث. امريكا تريد أن تجلس مع الصين، والصين ليست موافقة على الجلوس لوضع نظام عالمي جديد.

الولايات المتحدة الامريكية، وهذا اجتهادها وهي حرة في ذلك، تقول أن النظام الحالي الذي وضع بعد الحرب العالمية الثانية في العام 1948 وما نتج عنه من بريتن وودز وغيرها وما نتج عنها لاحقا لم يعد صالحا، فهي تريد الجلوس مع الصين لصياغة نظام عالمي جديد. الصين تقول انا ليس لدي طوح في السيطرة على العالم لا سياسيا ولا عسكريا ولا اداريا، أنا التزم بما هو موجود من معايير قائمة لأن ذلك يناسبها.

امريكا، وانا اكرر ان لها الحق أن تقوم بكل ما تراه مناسبا لها تقول اننا نحتاج الى نظام جديد. ولذلك نرى أن كل القرارات الامريكية، ولا اقول ترامب، فترامب يمثل المؤسسة الهامة أمريكا، فالمسألة ليست معركة شخصية مع ترامب. فهنالك مراكز لاتخاذ القرارات. طريقة اخراجها وتقديمها تختلف من رئيس الى اخر لكن صنع القرار ليس من صنع الرئيس. فبالتالي هناك توجه امريكي باننا نحن نريد عالم جديد بكل المعايير

ولا نقبل مثلا المحاولات للخروج عن سيطرة الدولار في التعاملات العالمية هذا موضوع مهم جدا وحساس ولا مجال فيه للمزاح، وعندما ينادي ماكرون، وانا اعتقد ان الغضب على ماكرون اساسه مقالته عندما قال حان الوقت لعملة عالمية جديدة، هذا الكلام ليس بالموسيقى بالنسبة لامريكا، بيس موسيقي ابدا.

 

المنصة: بالنسبة للدولار، ذكرت مسألة مهمة جدا، وهو مرتبط بنظام بريتون وودز، ويتم الحديث عن البترودولار؟

د. طلال ابو غزالة: لا يوجد شيء يسمى بترودولار وهذه من الأمور التي تضحكني، المقصود من هذا ان البترول يباع بالدولار، لا يوجد دولار مكتوبا عليه بترول، كما يقول الامريكيون (the color of money is green) فالدولار الامريكي لونه أخضر ولا يوجد عليه الوان اخرى. كذلك فانني اضحك عندما يقولوا بأن اسعار النفط يقررها العرض والطلب. مثلا نلاحظ في شهر معين بأن أسعار النفط تنخفض بنسبة 50% وحصل هذا الأمر وانخفض السعر الى 20 دولار، فهل استهاك العالم انخفض بنسبة 50% في يوم واحد أو بشهر واحد، ثم يرتفع مرة واحدة، هذه الأيام ترتفع اسعار النفط بشكل يومي. فهل هناك من يقوم بقياس العرض والطلب على النفط؟! طبعا لا، هذه قرارات سياسية.

 

المنصة: هل هناك امكانية قيام جهة معينة بمنافسة الدولار؟

د. طلال ابو غزالة: أنا لا افشي اسرار، هنالك تصاريح معلنة، بأن الدول بدأت تتعامل بشكل ثنائي بعملاتها (bilaterally)، وهذا غير مقبول امريكيا، لان هناك عملة واحدة وهذا ما تقرر في بريتون وودز ولا يجب أن ننسى أهمية بريطانيا في هذا الموضوع يعني تنازل بريطانيا عن الاسترليني في بريتون وودز ليصبح الدولار العملة الوحيدة للتعامل كعملة قياس وكعملة احتياط، هذا الان اصبح موضع نقاش، فالصين قالت وكل مجموعة بريكس (BRICS) قالت حان الوقت، كذلك البنك الدولي يبحث في صيغ لعملة أخرى هناك تعاملات كبيرة اصبحت تقوم بين الدول، رجعنا الى نظرية المقايضة (Barter) اي بنفس القيمة خذ مني واعطيك، فهذا هو خروج عن سيطرة الدولار على العالم، ويجب أن نراعي ظروف معينة، أنا في نظري أن الموضوع ليس فقط انفراد أمريكا في اتخاذ القرار، امريكا تشعر أن العالم الذي نعيش فيه الان لم يعد يصلح له ما صيغ قبل 70 أو 80 سنة. نحن نعلم أن الحروب تنتهي باجتماعات ومفاوضات واتفاقيات، لا يوجد حرب محلية ولا اقليمية ولا دولية، الا انتهت باجتماعات للتفاوض واتخاذ قرارات جديدة، فهذا هو المطلوب، المطلوب أن تحصل حرب لتجبر امريكا ومعها بريطانيا، والصين ومعها روسيا ليجلسوا على طاولة التفاوض لايجاد حلول جديدة للعالم.

 

المنصة: بخصوص الملكية الفكرية، يقول الاقتصاديون بان الملكية الفكرية تستخدم كسلاح للنيل من الشركات الصغيرة والحيلولة دون دخول منافسين جدد؟

د. طلال ابو غزالة: لا يوجد شركات كبيرة وصغيرة. انا خدمت على نظام المنظمة العالمية للملكية الفكرية التي تعتبر مسؤولة عن الملكية الفكرية وعلى مجلس خبراء المنظمة العالمية للتجارة، لبحث شؤون المليكة الفكرية. الملكية الفكرية هي انظمة واتفاقيات واضحة، لا يوجد فيها صغير أو كبير. فيها قوانين تحدد كيف تسجل اختراعك، كيف تحمي اختراعك، كيف ترفع دعاوى واجراءات لمن يتعدى على اختراعك. هنالك نظرة جديدة في هذا الموضوع تقودها امريكا، أمريكا تعتقد أن هذا النظام فيه خلل ما، عندما اخترع أنا موبايل على سبيل المثال، وانت تخترع موبايل افضل منه. كما نحن الان نصنع جهاز تقنية معلومات جهاز لابتوب او تابلت أحسن من الموجود. هذا يعتبر استغلال للمنتج الموجود، ولا يعتبر أختراع جديد. اتفاقيات المنظمة العالمية للتجارة في مجلس تريبس (TRIPS) والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، واتفاقيات الملكية الفكرية في كل الدنيا تقول أن أي تحديث على شيء موجود هو اختراع جديد. هذا هو النظام الحالي. الان هناك وجهة نظر امريكية تقول أنني عندما وضعت منتجات أبل لديكم في الصين لصناعتها فأخذتم التقنية الموجودة في أبل وعملتم مخترع جديد، هذا المخترع هو تعدي علي ويتوجب عليكم دفع تعويضات على ذلك، هذه وجهة نظر لا أريد أن ابحث فيها، لأن هذا صراع بين الكبار، وبالمناسبة هذا الموضوع لا يتحدث فيه احد. الخلاف ين الصين وأمريكا بحسب رأيي ليس حول الضرائب على المنتجات ولا على الجمارك ولا العقوبات الاقتصادية، بل هو بشأن هذا الموضوع. لانك اذا اردت أن تتكلم على سرقة أو تعدي على تقنيات أمريكية من قبل الصين أنت تتكلم، وانا استعمل هذه الكلمات من وجهة نظر أمريكية، أنت تتكلم عن، ليس فقط مليارات، بل تريليونات. نحن نتحدث عن كل المجالات وليس فقط الادوات التقنية، في كل مجال،

مثلا الانترنت، هي اختراع امريكي وفي المقابل هناك انترنت صينية، أمريكا تعتبر هذا تعدي على حقوقها من وجهة نظرها. من وجهة نظر صينية اتفاقيات الملكية الفكرية تقول ان اي اختراع مختلف أو ما يمسى (innovation) ابتكار، فيه تحديث، هو اختراع جديد وهذه هي المشكلة الكبرى.

 

المنصة: بالمناسبة تعقيبا على هذا الموضوع، قرات في كتاب اقتصادي يذكر فيه الاقتصاد الصيني كنموذج جديد غير المعطيات الحالية بحيث أنه قلب النوذج الغربي القائم على الابداع، من خلال اعتماده على المحاكاة وادى الى احداث ثورة اقتصادية جديدة.

د. طلال ابو غزالة: في شعوري هذه هي المشكلة الرئيسية، والباقي كله تفاصيل لانه، وانا ازعم، القوة والهيمنة والسيطرة على العالم هي نتاج التقنية ولم تعد كما في السابق: الاقتصاد والقوة السياسية والعسكرية، هذا كان في السابق، وهكذا انهار الاتحاد السوفييتي رغم أنه كان متفوقا عسكريا ولكنه كان متخلف اقتصاديا، لم يعد هذا المعيار، المعيار الأهم الان اصبح ليس القوة العسكرية بل شيئين: القوة التقنية والقوة الاقتصادية، والقوة التقنية هي التي توصل الى القوة الاقتصادية، فيمكن اختصار الموضوع بأن التفوق التقني هو قيادة العالم.

 

المنصة: بخصوص الاقتصاد العربي ما هو تقييمك للاقتصاد العربي. هناك عوامل قوة من الموارد الطبيعية والسكان. كيف تقيم الاقتصادات العربية بشكل عام وما هي المعوقات للنهضة والتنمية الاقتصادية؟.

د. طلال ابو غزالة: المشكلة وأقولها بألم، ليس هناك اقتصاد عربي واحد وليس هناك اي تكامل اقتصادي عربي، لكي نكون صادقين مع انفسنا، الاوضاع العالمية والسياسية الاقليمية والمحلية فرضت علينا أن لا يكون هناك تكامل اقتصادي. بالتالي لا نستطيع ان نتكلم عن الدول العربية كوحدة. الجامعة العربية جامعة تدار بطريقة لا تحقق التكامل الاقتصادي. لها دور هام وأنا أعتز بها كبيت للعرب وكرمز لوحدتنا العربية، لكن لا يوجد شيء يسمى الاقتصاد العربي.

الدول العربية تتعامل مع الدول الاجنبية بشكل اكبر بكثير من تعاملها مع بعضها البعض. ثانيا لا يوجد تشابه لا بين الاقتصاد الموجود في اية دولة خليجية أو دولة في المغرب أو في دولة في وسط العالم العربي. المشكلة الان اصبحت، وفقا لدراسة حديثة، ستراها في تقريري عن الاقتصد العالمي، تقول بأنه في العام 2030، سيصبح الاقتصاد الصيني ضعف حجم الاقتصاد الأمريكي، 2030 يعني بكرة.

 

المنصة: فعليا الاقتصاد الصيني تجاوز الاقتصاد الأمريكي.

د. طلال ابو غزالة: لكن سيصبح الضعف. الاقتصاد الثاني حجما في العالم هو الهند، وبعدها اندونيسيا. نحن أمام عالم متغير لان معايير النمو فيه ليست المعايير التقليدية. الانتاجية الان تعتمد على: اولا، حجم السكان، ولا نستطيع القول أن حجم سكان العالم العربي كذا، لأنه ليس هناك علاقة بين حجم السكان في اي دولة مع أي دولة عربية أخرى، على العكس في كل من أندونيسيا أو الهند اللتان تتمتعان بحجم سكان كبير.

في عالم المعرفة الانتاجية هي للفرد وبالتالي حجم السكان مهم جدا. وثانيا أن تستطيع أن تتصرف بتحويل دولتك الى دولة معرفية تقنية تستطيع أن تنافس تكنولولجيا. وهذا موضوع مهم جدا، لاننا ما زلنا نظن بأن القوة في استجلاب استثمارات اجنبية، ونصرف وقتنا في الدعوة للاستثمار وجلب الاستثمارات الاجنبية في حين أن اختراع واحد، الذي هو برنامج (بروغرام)، مثلا غوغل ما هي الا تطبيق على الكمبيوتر لا يحتاج الى مواد أولية ولا استثمار ولا رأس مال أجنبي ولا رأس مال حكومي ولا أي شيء من هذا القبيل ولا يعرف أصلا اين هي. اصبحت قيمتها توازي تريليون دولار وهو حجم الاقتصاد العربي. فنظرتنا للتوجه الاقتصادي ما زالت بالمعايير التي اصبحت لا تنطبق في عصر المعرفة.

 

المنصة: اذا كان لا يمكن الحديث عن اقتصاد عربي موحد، نتيجة لعوامل اللغة، يمكن مثلا الحديث عن سوق عربي واحد، على سبيل المثال الاختراع الخاص بكم يمكن أن يستهدف العالم العربي كسوق واحد؟

د. طلال ابو غزالة: لا يمكن التفكير في المنطقة العربية كسوق واحد اطلاقا، لان كل دولة لها أنظمتها وحدودها ومتطلباتها ومستوى معيشتها ومستوى الغلاء فيها وقدراتها، فلا يوجد دولة واحدة، نحن لسنا الهند، وحتى اتفاقية السوق المشتركة طبعا اصبحت حلم لم يتحقق، فدعنا نبدأ من جديد، اذا نريد أن نصبح سوق واحدة وقوية واحدة يجب أن نبدأ من جديد ونتوقف عن الحلم ونقول ماذا يجب أن نعمل كي نصبح كذلك.

 

المنصة: بالنسبة لريادة الأعمال، ما هي نظرتك لريادة الأعمال في العالم العربي، ويقال بشكل عام بأن المستقبل هو ليس للوظائف ولكن للمهن المستقلة أو ريادة الأعمال، ما هي نظرتك لهذا الأمر وما هي القطاعات التي يمكن العمل عليها وتطويرها؟

د. طلال ابو غزالة: رواد الأعمال هم جزء من اقتصاد البلد. مثلا عندما ينجح بيل غيتس فان الاقتصاد الامريكي برمته يستفيد. لذلك انا اؤيد وأدعم بقوة رواد الأعمال. وقد كنت شاركت في احتفال لتكريم طلبة التوجيهي الأوائل في الاردن، وكرمتهم واعطيتهم الدروع التكريمية وجلست معهم وحاورتهم لانهم هم من يستطيع أن يصنع المستقبل.

 

المنصة: هل هناك قطاعات محددة تود أن يتم التوجه اليها؟

د. طلال ابو غزالة: ابدا، اي اختراع في الدنيا. من يمكن ان يتخيل أن اختراع مثل جهاز التلفون سيغير العالم. وأنا طبعا كنت في اساس وضع استراتيجيات تقنيات المعلومات عندما انتخبت في الامم المتحدة عام 2001 كرئيس لفريق تقنية المعلومات في الامم المتحدة الذي وضع اتسراتيجية تقنيات المعلومات من موبايلات ولابتوبس...الخ. أي تطوير هو أختراع. فلو تخترع نظام لحماية الأمن السبرالي هو اختراع. وان تخترع شيء في الجينيتكس هو اختراع. وتخترع اختراع في الروبوتس هو اختراع. الاختراعات لا حدود لها. والمبادرات توفر لمبادري الأعمال بحر من المجالات ليخترعوا. وقد اشرت الى هذا الأمر خلال لقائي مع الطلبة. قلت لا يمكن أن تتخيل كم مجال امامك للاختراع، اذا كنت مهندس لديك مجال للاختراعات في الهندسة. هناك تطبيقات في الذكاء الاصطناعي لا تحصى. في هذا المجال هناك اكثر من 1000 مشروع وطريقة لتطوير نظام الهندسة. وانا قلت جملة واريد أن اختم بها: كل ما يستطيع العقل البشري أن يتخيله... كحلم أو كخيال هو حقيقة تنتظر التطبيق. سبحانه وتعالى عندما خلق الانسان جعل عقله هو القيادة للابداع. يعني اذا أنا فكرت أن هنالك شيء يجب أن يحصل وممكن أن يحصل سيحصل. عندما كنا نفكر كيف يمكن للطائرة أن تطير كان الأمر نكتة. اذ كيف يمكن لجسم حديدي أن يطير في الهواء. كان الخيال العلمي في الماضي للتسلية فاصبح حقيقة. كل ما يستطيع العقل البشري أن يتخيله هو حقيقة تنتظر التطبيق!.

 

 

 

 

Last modified on Friday, 17 January 2020 11:09
Rate this item
(3 votes)

Leave a comment

About Us

Enjoy the power of entrepreneurs' platform offering comprehensive economic information on the Arab world and Switzerland, with databases on various economic issues, mainly Swiss-Arab trade statistics, a platform linking international entrepreneurs and decision makers. Become member and be part of international entrepreneurs' network, where business and pleasure meet.

 

 

Contact Us

Please contact us : 

Cogestra Laser SA

144, route du Mandement 

1242 Satigny - Geneva

Switzerland

We use cookies on our website. Some of them are essential for the operation of the site, while others help us to improve this site and the user experience (tracking cookies). You can decide for yourself whether you want to allow cookies or not. Please note that if you reject them, you may not be able to use all the functionalities of the site.