fbpx

هذا المقال هو قراءات في كتاب سايكولوجية المال، استكشاف تأثير السلوكيات النفسية على القرارات المالية.

 

يعتبر كتاب "سيكولوجية المال"(The Psychology of Money) لمورغان هاوسل من الكتب المشهورة حول سيكولوجيا المال. وهو يتعرض للطريقة التي يتفاعل بها الإنسان مع المال، مسلطًا الضوء على أن النجاح المالي ليس مجرد مسألة معادلات اقتصادية أو معلومات نظرية، بل هو انعكاس للسلوكيات والعواطف التي تحكم تعاملنا مع المال. يعرض الكتاب فكرة أن المال مرتبط بشكل وثيق بالسلوك البشري، وأن قراراتنا المالية تتأثر بعوامل نفسية عميقة، مما يجعل النجاح المالي يعتمد أكثر على التحكم بالعواطف والتصرفات الصحيحة.

 

أهمية السلوكيات المالية

يشير الكتاب إلى أن السلوك المالي هو العامل الأساسي الذي يحدد مدى نجاح الشخص في تحقيق أهدافه المالية. فالقرارات الاقتصادية الفردية لا تستند فقط إلى المعرفة النظرية، بل تتشكل من خلال الانضباط والصبر والتحكم في العواطف. قد يمتلك الشخص معرفة واسعة في مجالات الاقتصاد أو الاستثمار، لكنه إذا لم يستطع السيطرة على سلوكياته العاطفية، مثل الطمع أو الخوف، فلن يستطيع تحقيق النجاح المالي المرجو.

 

تأثير التجارب الشخصية على نظرتنا للمال

إحدى الأفكار المحورية التي يتناولها الكتاب هي أن تجاربنا الشخصية مع المال تشكل جزءًا كبيرًا من فهمنا لكيفية عمل المال والاقتصاد. فعلى سبيل المثال، الشخص الذي نشأ في بيئة اقتصادية غير مستقرة أو شهد أزمات مالية قد يتبنى نظرة حذرة تجاه الاستثمار أو المخاطرة المالية. على العكس، الشخص الذي نشأ في بيئة اقتصادية مزدهرة قد ينظر إلى المخاطر المالية كفرص للنمو.

هذا يعني أن تجارب الفرد المالية قد تشكل فهمه لأهمية المال وكيفية التعامل معه، مما يجعل سلوكيات الأشخاص تجاه المال تختلف بشكل كبير بناءً على تجاربهم السابقة.

 

لا أحد مجنون: السلوكيات التي تبدو غير منطقية

من الأفكار المثيرة في الكتاب أن "لا أحد مجنون" في اتخاذ القرارات المالية، حتى لو بدت تلك القرارات غير منطقية للآخرين. يعود السبب في ذلك إلى أن قراراتنا المالية مبنية على التجارب والمعتقدات الفردية التي مررنا بها. فما قد يبدو لك قرارًا غير عقلاني، مثل إنفاق الأموال على كماليات بينما الشخص مديون، قد يكون قرارًا معقولًا للشخص نفسه بناءً على تجربته وظروفه.

يفسر الكتاب أن الاختلاف في التجارب يجعلنا نتعامل مع المال بطرق مختلفة. فالقرارات المالية التي نتخذها اليوم هي نتيجة لمجموعة من العوامل النفسية والتجارب السابقة التي مررنا بها. هذا يعني أن ما هو منطقي لشخص ما قد يكون غير مفهوم لشخص آخر.

 

الحظ والمخاطرة في القرارات المالية

الحظ يلعب دورًا كبيرًا في النجاح المالي، ولكن المخاطرة كذلك لا تقل أهمية. يشدد الكتاب على أن الحظ والمخاطرة هما عنصران متلازمان في كل قرار مالي. فكلما ظهرت فرصة لتحقيق مكاسب مالية، تكون تلك الفرصة محملة بمخاطر محتملة. وهذا يفسر لماذا لا يمكن الاعتماد على الحظ وحده للوصول إلى الثروة، إذ إن إدارة المخاطر بشكل جيد هو العامل الحاسم.

على سبيل المثال، يقدم الكتاب قصة بيل غيتس الذي كان محظوظًا لالتحاقه بمدرسة امتلكت حاسوبًا في الستينات، وهي فرصة نادرة في ذلك الوقت. لكن الحظ وحده لم يكن كافيًا لنجاح غيتس؛ فكان عليه أن يتعلم ويجتهد ويستغل تلك الفرصة بشكل صحيح. في المقابل، هناك أشخاص آخرون شاركوا غيتس نفس الحظ لكنهم لم يحققوا نفس النجاح بسبب اتخاذهم قرارات مختلفة أو تعرضهم لمخاطر أكبر. فعلى سبيل المثال فان كنت إيفانز، صديق غيتس، قد توفي أثناء ممارسته لرياضة تسلق الجبال، ما يوضح أن المخاطرة دائمًا ما تكون حاضرة في كل قرار. في النهاية، الحظ والمخاطرة مرتبطان بشكل وثيق؛ قد يصيبك الحظ في فرصة مالية، لكن عليك أن تكون على استعداد لتحمل المخاطر المرتبطة بها.

 

العلاقة بين المعرفة والسلوك

من الدروس المهمة في الكتاب أن المعرفة الاقتصادية وحدها ليست كافية لتحقيق النجاح المالي. يمكن لأي شخص أن يتعلم نظريًا كيف يستثمر أو يدير أمواله، لكن بدون التحكم في السلوكيات وتطبيق تلك المعرفة بحكمة، تصبح تلك المعرفة غير ذات قيمة. على سبيل المثال، معرفة أهمية الاستثمار طويل الأجل لا تفيد إذا لم يكن الشخص قادرًا على الالتزام بهذا النوع من الاستثمار بسبب التأثر بالعواطف أو اتخاذ قرارات متهورة.

 

الخلاصة: سلوكياتك أهم من معرفتك

الرسالة الأساسية التي يقدمها الكتاب هي أن السلوكيات المالية هي العامل الأهم في تحقيق النجاح المالي. لا يكفي أن نمتلك معرفة واسعة في الاقتصاد أو الاستثمار، بل يجب أن نتحكم في تصرفاتنا وعواطفنا ونطور سلوكيات مالية صحية. السيطرة على النفس، والصبر، والقدرة على اتخاذ قرارات مستدامة هي ما يؤدي في النهاية إلى النجاح المالي.

من خلال فهم هذه الدروس، يصبح من الممكن إعادة تقييم علاقتنا مع المال وتحسين سلوكياتنا لتحقيق أهدافنا المالية بشكل أكثر استدامة ونجاحًا. المال ليس مجرد أرقام، بل هو مرآة لسلوكياتنا وتصرفاتنا اليومية، وفهمنا لهذه السلوكيات هو مفتاح النجاح المالي.

 

(English)

يقدم التقرير الصادر عن MAGNIT وشركة 500 Startups صورة عامة عن بيئة الاعمال للشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا عبر مجموعة من المحاور التي تتضمن دراسات إحصائية تهدف لمعرفة التحديات والفرص لرواد الاعمال في المنطقة، وقد تم جمع البيانات عبر استطلاع للرأي شمل أكثر من 100 مؤسس لشركات تتخذ من الشرق الأوسط وشمال افريقيا مقرا لها وهي شركات ممولة من الصندوق الإقليمي التابع لشركة 500 Startups. فيما يلي نقدم موجزا عن هذا التقرير عبر استعراض محاوره الرئيسية.

 

أولاً: البيانات الديموغرافية

تظهر البيانات الديمغرافية ان 54% من الشركات الناشئة التي شملها الاستطلاع تأسست خلال السنوات الثلاثة الماضية وان 9% فقط تم تأسيسها قبل عام 2014 الامر الذي يظهر النمو المتزايد للشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا خلال السنوات القليلة الماضية. كما اظهر التقرير ان نسبة الشركات التي تم تأسيها من قبل شخصان بلغت 51% مقابل 20% للشركات التي تم تأسيسها من قبل شخص واحد. من جهة أخرى غالبية الشركات الناشئة توظف ما بين 1-10 موظفين دائمين، فيما بلغت نسبة الشركات التي توظف 50 موظف وأكثر 7% فقط، ويعود السبب في الانخفاض النسبي لأعداد الموظفين، في ان معظم الشركات الناشئة ترتكز على الأنشطة الخدمية وتستخدم أدوات تقنية عالية تنتفي معها الحاجة لعدد كبير من الموظفين.

 

ثانياً: جمع الأموال

يعرض هذا المحور مجموعة من الأسئلة التي طرحت على المؤسسين حول الجولات التمويلية الأخيرة التي قاموا بها وذلك من حيث المدة التي استغرقتها وعدد الشركات التي قدمت لهم عروضاً في جولاتهم الأخيرة، وتفيد نتيجة الاستطلاع بان أكثر من 60% من الشركات الناشئة لم تستمر جولاتهم لأكثر من 6 أشهر تلقت خلالها 29% من الشركات ما بين 6 الى 10 عروض تمويلية.           

كما يطرح معدو التقرير في هذا المحور أسئلة هامة حول المعايير المرتبطة بالبحث عن المستثمر المناسب والصعوبات التي يواجهونها خلال عملية البحث عن الأموال، فعلى سبيل المثال أجاب أصحاب الشركات عن اهم المعايير التي يجب اخذها بعين الاعتبار عند البحث عن المستثمر الرئيسي لشركاتهم الناشئة، وهو سؤال يهم جميع الباحثين عن التمويل لشركاتهم الناشئة، وقد وقعت اختياراتهم لاهم المعايير وفقا للترتيب التالي: 1-شبكة العلاقات 2- شروط الصفقة 3- التمويل طويل الأمد.

 

ثالثاً: ديناميات الاستثمار

   يقدم هذا المحور من التقرير إجابات وافية عن رؤية رواد الاعمال المؤسسين للشركات الناشئة حول مستقبل أعمالهم وتوقعاتهم بتحققيهم مكاسب مرتفعة في المستقبل، إذ كانت إجابة 59% بأنهم واثقون بان قيمة شركاتهم ستصل الى 100 مليون دولار في المستقبل، كما توقع 46% انهم قادرين على الخروج من شركاتهم خلال فترة تتراوح ما بين 3 الى 5 سنوات، وهي توقعات إيجابية بطبيعة الأحوال، وتعطي مؤشراً عن قيمة الأرباح التقديرية التي يمكن ان يحصل عليها الأشخاص المقبلين على تأسيس شركاتهم الخاصة والمستثمرين في قطاع الشركات الناشئة.

 

رابعاً: تعيين الكفاءات

   يجيب هذا المحور من التقرير عن الأسئلة المتعلقة بالصعوبات التي يتعرض لها رواد الاعمال خلال عملية البحث عن الكفاءات اللازمة لتوظيفها في شركاتهم الناشئة، حيث كانت الإجابة عن السؤال المتعلق بأصعب تحد يواجههم من حيث تعيين موظفين في الوقت الحالي، بأن قلة الكفاءات تعد من ابرز التحديات بالإضافة الى القيود المالية (الرواتب) فيما لم تشكل العوائق المتعلقة باللغة والقيود المتعلقة باللوائح والأنظمة عقبة كبيرة اما رواد الاعمال، وبالرغم من الصعوبات التي يواجهونها في إيجاد الكفاءات والمواهب المطلوبة فانهم يتطلعون، بالمتوسط، الى تعيين 16 موظف جديد في العام القادم.

 

خامساً: العمليات

في هذا المحور يتطرق التقرير الى الخطط التشغيلية التي ينوي المؤسسين تنفيذها في المستقبل، وفي هذا الشأن أكد 81% من المشاركين في الاستطلاع انهم مهتمون بالنمو أكثر من تحقيق الأرباح، وبالرغم من ذلك يعتقد أكثر من نصفهم بأنهم سوف يبدؤون بتحقيق الأرباح خلال ال 3 سنوات القادمة، فيما أشار 13% منهم الى انهم قد بدؤه بتحقيق الأرباح فعلاً.

 

سادساً: من هي الشركات الناشئة التابعة لصندوق ال 500 Startups

   يقدم التقرير في محوره الاخير مجموعة من المعلومات المتعلقة بطبيعة قطاعات الاعمال التي تركز عليه الشركات الناشئة ومقارها الرئيسية وحجم الأموال التي تم جمعها وغيرها من المعلومات الهامة، اما عن السؤال حول المقر الرئيسي فحلت كل من دبي والقاهرة في المرتبتين الأولى والثانية بنسبة 27% و23% على توالي فيما جاءت الرياض بالمرتبة الثالثة بنسبة 11%، وعن اهم القطاعات التي تركز عليه الشركات الناشئة فهي بمجملها تنتمي الى قطاع الخدمات يتصدرها التجارة الالكترونية والخدمات الاستهلاكية والحلول التكنولوجية المالية.

 

 

About Us

Enjoy the power of entrepreneurs' platform offering comprehensive economic information on the Arab world and Switzerland, with databases on various economic issues, mainly Swiss-Arab trade statistics, a platform linking international entrepreneurs and decision makers. Become member and be part of international entrepreneurs' network, where business and pleasure meet.

 

 

Contact Us

Please contact us : 

Cogestra Laser SA

144, route du Mandement 

1242 Satigny - Geneva

Switzerland

We use cookies on our website. Some of them are essential for the operation of the site, while others help us to improve this site and the user experience (tracking cookies). You can decide for yourself whether you want to allow cookies or not. Please note that if you reject them, you may not be able to use all the functionalities of the site.